ازداد التصعيد مرة أخرى بين طالبان وباكستان في أعقاب الاشتباكات الحدودية التي اندلعت خلال الأيام الأخيرة بين قوات طالبان وحرس الحدود الباكستاني وتزامن معها الهجوم الذي شنه متمردو "تحريك طالبان باكستان" على منطقة جترال الباكستانية.
وفي أعقاب هذه التطورات، أقدمت القوات الباكستانية على إغلاق ممر "طورخم" الحدودي الذي ما زال مغلقا رغم مرور بضعة أيام على الحادث.
وأسفرت الاشتباكات الحدودية التي وقعت بين قوات طالبان والقوات الباكستانية يوم الأربعاء من الأسبوع الماضي واستمرت عدة ساعات، عن مقتل ما لا يقل عن ثمانية أشخاص بمن فيهم أربعة أطفال ومقاتلين اثنين من طالبان واثنين من الجنود الباكستانيين.
ووقعت هذه الاشتباكات على خلفية محاولات طالبان لبناء مخفر عسكري بالقرب من بوابة ممر طورخم، فيما زعمت طالبان أن الطلقة الأولى صدرت عن الجانب الباكستاني.
وفيما يخص الهجوم الذي شنته قوات تحريك طالبان باكستان على منطقة جترال الباكستانية، قال الجيش الباكستاني أن هذا الهجوم انطلق من الأراضي الأفغانية، بحيث تمكنت القوات الباكستانية من قتل عشرة من المتمردين ولقي على إثره أربعة جنود باكستانيين مصرعهم.
وأسفر هذان الحدثان عن ارتفاع منسوب التوتر والتصعيد بين طالبان وباكستان مرة أخرى، بينما لم تثمر المحادثات التي جرت لإعادة فتح ممر "طورخم" الحدودي عن نتيجة.
بيع البضائع بالتخفيض في سوق ننغرهار
وبعد أن أغلقت القوات الباكستانية ممر طورخم أمام حركة المرور، أضحى مئات المسافرين والشاحنات التي تقل السلع التجارية بما فيها الفواكه والخضروات عالقين على جانبي الحدود.
ويقوم العديد من التجار الأفغان في هذا الموسم من العام بالذات، بتصدير محاصيلهم من الفاكهة والخضار من مختلف الولايات الأفغانية الى باكستان.
ويقول الكثير من هؤلاء التجار أنه بعد إغلاق ممر طورخم، فسد الكثير من حمولاتهم من الفاكهة والخضروات، واضطروا بالتالي لبيع محاصيلهم بالتخفيض في سوق الفاكهة بالحي الحدودي لطور خم ومدينة جلال اباد الأفغانية.
وبعد عرض التجار، محاصيلهم من الفاكهة والخضار للبيع بتنزيلات في مدينة جلال اباد، انخفضت أسعار الأنواع المختلفة من الفاكهة والخضار في المدينة بشكل لافت. وفي المقابل، ارتفعت أسعار السلع التي كانت تُستورد من باكستان بشكل كبير في مدن جلال اباد وكابل وسائر المدن الافغانية.
ويمر القسم الأعظم من واردات أفغانستان من السلع التجارية من باكستان، عبر حدود طورخم و"اسبين بولدك"، ومع إغلاق الحدود، ترتفع الأسعار دائما في المدن الأفغانية بعدة أمثال.
إسلام اباد تستدعي سفير طالبان لديها
وعلى الرغم من أن الاشتباكات الحدودية بين طالبان وباكستان أسفرت عن إغلاق ممر طورخم وأحدثت مشاكل كثيرة للمواطنين العاديين للبلدين، فان وزارة الخارجية الباكستانية استدعت سفير طالبان في إسلام اباد بسبب هجوم قوات تحريك طالبان باكستان على منطقة جترال الباكستانية انطلاقا من الأراضي الأفغانية.
وكتبت صحيفة "اكسبرس تريبيون" الباكستانية أن جليل عباس جيلاني، وزير خارجية باكستان بالإنابة أعرب عن "احتجاج باكستان الشديد" على "الهجوم الاخير الذي تم عبر الحدود" في منطقة جترال.
كما أعلن الجيش الباكستاني أن هذا الهجوم نُفذ من داخل الأراضي الأفغانية، ووفقا لما ذكرته "اكسبرس تريبيون" فان نحو 150 مقاتلا من تحريك طالبان باكستان شاركوا فيه.
وترى السلطات الباكستانية أن تحريك طالبان باكستان، تتمتع اليوم بحرية التنقل في أفغانستان، وحصلت على أسلحة أمريكية متطورة بما فيها مناظير الرؤية الليلية.
وقالت ممتاز زهراء بلوش المتحدثة باسم وزارة الخارجية الباكستانية في مؤتمرها الصحفي يوم الجمعة أن الهجوم الذي نُفذ في منطقة جترال، استخدمت فيه أسلحة أمريكية.
ودعت العالم لإيلاء الاهتمام بالأسلحة التي خلفتها القوات الامريكية أثناء انسحابها من أفغانستان وقالت أن هذه الأسلحة وقعت اليوم في أيدي "الإرهابيين".
وأدت الهجمات التي شنتها تحريك طالبان باكستان على مناطق بولاية خيبر بختونخواه وبعض المناطق الباكستانية إلى توتير العلاقات بين طالبان وإسلام اباد.
وكانت التوقعات تقول أن هجمات قوات تحريك طالبان باكستان ستتراجع بعد إعادة طالبان سيطرتها على أفغانستان عام 2021، لكن ذلك لم يحصل.
وقال معهد أمريكي للدراسات أخيرا أن الوضع الأمني في باكستان شهد تدهورا منذ أن هيمنت طالبان مجددا على أفغانستان.
ويذهب العديد من المراقبين إلى أن حرية أنشطة المجموعات الإرهابية تحت حكم طالبان في أفغانستان وبيع الأسلحة الأمريكية المتبقية للمجموعات الإرهابية من قبل طالبان، تعد من العوامل التي تساهم في زعزعة الأمن في المناطق الحدودية لأفغانستان مع دول الجوار.
URL تعقيب: https://www.ansarpress.com/arabic/26928
الكلمات: